مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
165

فضل المدينة وآداب زيارتها

الشيخ د. عبد الرحمن السديس ـــ خطيب مسجد الحرام 08/11/1445هـ  الموافق 16/06/2024م الأمانة العامة

 الموضوع ” فضل المدينة النبوية وآداب زيارتها

إن الحمد لله؛ نحمدُك ربي ونستعينُك ونستغفرُك ونتوبُ إليك، ونُثنِي عليك الخيرَ كلَّه.

فلله حمدٌ لا انقِضاءَ لعهدِه *** على عَدِّ ما أسدَى وقد قصُرَ الشُّكرُ

أحمدُه تعالى على نعمِه الغِزار، وأشكرُه على فضلِه المِدرار، سُبحانه هو ذو المَنِّ والاقتِدار، المُتفرِّدُ بالخلقِ والاختِيار،

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العزيزُ الغفَّار، سُبحانه هو اللهُ الواحدُ القهَّار، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا مُحمدًا عبدُ الله ورسولُه المُصطفى المُختار، خيرُ من درَجَ على ثرَى طَيبةَ دِيار الأنصار، ومُهاجَر الصحابةِ الأخيار، صلَّى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله الأطهار، وصحبِه الأبرار، والتابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقَبَ الليلُ والنهار.

أما بعد .. فيا عباد الله: أُوصِيكم ونفسِي بخَير الوصايَا، ألا فاتَّقُوا الله – عزَّ وجل -؛ ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾) آل عمران: 102)

أيها المسلمون: إن  الله  يختارُ ما يشاءُ من الأشخاصِ والأمكِنة، ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ 

وإن من أجلَى ذلك الاختِيار – عباد الله -: اصطِفاءَه – سبحانه – طَيبةَ الطيِّبة المدينةَ النبويَّة المُنوَّرة؛ لتكون مُهاجَرَ رسولِه – صلى الله عليه وسلم -، هي بعد مكَّة خيرُ البِقاع، وأشرَفُ الأماكِن. ومُستنبَتُ الشجرةِ الوارِفةِ، دولةُ الإسلام الأولى، فيها تمَّت قواعِدُ الدين، وعلى أرضِها الطيِّبة طُبِّقَت أحكامُ الإسلام وشُؤونُه.

مُنطلَقُ القيادة والسيادة والريادة للعالَم الإسلاميِّ، على ضوء منهجِ الوسطيَّة والاعتِدال، ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾)  البقرة: 143 (

بعيدًا عن التطرُّف والغلُوِّ والإرهاب، والطائفيَّة والإرعاب؛ تحقيقًا للاعتِصام بالكتابِ والسنَّة،

معاشِر المُسلمين: إنها المدينةُ طَيبةُ الطيِّبة، أرضُ الهِجرة، وموطِنُ السنَّة، من زارَها قُربةً واحتِسابًا، وحُبًّا لتلك المرابِعِ لُبابًا، أثابَه البارِي أجرًى وثوابًا. و هي مأرِزَ الإيمان:   أخرجَ الشيخان من حديثِ أبي هُريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم) -:  إن الإيمانَ ليأرِزُ إلى المدينةِ كما تأرِزُ الحيَّةُ إلى جُحرِها(

إخوة الإيمان: ومن فضائلِها فقال – سبحانه  ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾ )   الحشر: 9(

يقولُ الإمامُ مالِكٌ – رحمه الله – في سِياقِ ذِكرِه فضائِلَ المدينة على غيرِها من الآفاقِ: “إن المدينة تُبوِّئَت بالإيمانِ والهِجرةِ”.

ومن فضائِلِها – رحمكم الله -: أن اللهَ أمرَ نبيَّه – صلى الله عليه وسلم – بالهِجرة إليها؛ فعن أبي مُوسَى – رضي الله عنه – أراهُ عن النبيِّ – صلى الله عليه وسلم – قال:  (رأيتُ في المنامِ أنِّي أُهاجِرُ من مكَّة إلى أرضٍ بها نَخلٌ، ذهَبَ وهَلِي إلى أنها اليمامَةُ أو هَجَر، فإذا هي المدينةُ يثْرِب) متفق عليه.

وإن من أجلِّ فضائِلِ المدينة: أنه قد بُنِيَ فيها المسجِدُ النبويُّ الذي أُسِّس على التقوَى، قال تعالى  : ﴿ لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ ﴾  )  التوبة: 108)

خرَّج مُسلمٌ في “صحيحه” من حديث أبي سعيدٍ الخُدريِّ – رضي الله عنه – قال: دخَلتُ على رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – في بيتِ بعضِ نسائِه، فقلتُ: يا رسولَ الله! أيُّ المسجِدَين الذي أُسِّسَ على التقوَى؟ قال: فأخَذَ كفًّا من حَصبَاءَ فضرَبَ به الأرضَ، ثم قال: «هو مسجِدُكم هذا، هو مسجِدُكم هذا  لمسجدِ المدينة(.

ومن مناقِبِ هذا المسجِدِ المُبارَك: أنه أحدُ المساجِدِ الثلاثة التي لا يجوزُ شَدُّ الرِّحالِ إلا إليها؛ فعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ – رضي الله عنه – قال: سمعتُ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: ( لا تُشدُّ الرِّحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجِد: مسجِد الحرام، ومسجِدِي هذا، ومسجِد الأقصَى)   متفق عليه

ومن فضائِلِه أيضًا: أن الصلاةَ فيه مُضاعفَةُ الجزاءِ فرضًا ونَفلًا – في أصحِّ قولَي العُلماء -؛ فعن أبي هُريرةَ – رضي الله عنه -، أن النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – قال:  صَلاةٌ في مسجِدِي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سِوَاه إلا المسجِد الحرام  (متفق عليه

فيه بُقعةٌ هي رَوضةٌ من رِياضِ الجنَّة؛ فعن أبي هُريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -:  (ما بَين بَيتِي ومِنبَرِي رَوضةٌ من رِياضِ الجنَّة، ومِنبَرِي على حَوضِي) . رزقنا الله وإياكم زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم .

معاشِر المُسلمين: لقد جعلَ الله هذه المدينةَ المُنِيفَة حرَمًا آمنًا، لا يُهرقُ فيها دم، ولا يُحمَلُ فيها سِلاحٌ لقِتالٍ.

خرَّج مُسلمٌ في “صحيحه” من حديث سَهلِ بن حُنَيفٍ – رضي الله عنه – قال: أهوَى رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – بيدِه إلى المدينة فقال: «(إنها حرَمٌ آمِنٌ).

فالمدينةُ حرامٌ ما بين لابَتَيْها وحرَّتَيها، وجبَلَيْها ومأزِمَيْها؛ فعن عليٍّ – رضي الله عنه – قال: قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -)المدينةُ حرَمٌ ما بَين عَيْرٍ إلى ثَورٍ( متفق عليه.

لا يُنفَّرُ صَيدُها، ولا يُؤخَذُ طَيرُها، ولا يَعضَدُ شَوكُها، ولا يُقطَعُ عِضاهُها، ولا يُختَلَى خَلاها، ولا يُقطَعُ منها شَجرة إلا أن يُعلِفَ الرَّجُلُ بعِيرَه، ولا تُلتَقَطُ لُقطتُها إلا لمُنشِد.

ولا يَكِيدُ أهلَ المدينةِ أحَدٌ أو يُريدُهم بسُوءٍ أو شرٍّ إلا انْمَاعَ كما ينْمَاعُ المِلْحُ في الماءِ.

أمة الإسلام: ومِن فضائِلِ المدينة: أنها حَبيبةُ المحبُوبِ – صلى الله عليه وسلم – بأبي هو وأُمِّي – عليه الصلاة والسلام -، الذي كان يقولُ: «اللهم حبِّبْ إلينَا المدينةَ كحُبِّنا مكَّة أو أشدَّ) متفق عليه

أيها المُسلمون: وفي سُكنَاها من البَرَكة ما يُستحقَرُ دُونَها كلُّ رغَدٍ ورَخاءٍ. عن أبي هُريرة – رضي الله عنه – ، دعَا لها النبيُّ – صلى الله عليه وسلم – بالبَرَكة فقال: «اللهم اجعَل في المدينةِ ضِعفَي ما بمكَّة من البَرَكة، واجعَل البَرَكةَ برَكَتَين  (متفق عليه

أيها المُسلمون:  قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾   آل عمران: 31(

ومُقتضَى طاعتِه ومحبَّتِه – صلى الله عليه وسلم -: تعلُّمُ آداب زيارة مسجِدِه، وآداب السلامِ عليه وعلى صاحِبَيه – رِضوانُ الله عليهما -، وآداب الإقامةِ في مدينتِه النبويَّة المُنوَّرة، وتجريدُ المُتابعةِ له في أخلاقِه المُحمديَّة، وشمائِلِه المُصطفويَّة، وعدمُ التقدُّم عليه ورفعُ الصوتِ عندَه، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾)   الحجرات: 2، 3).

 

أمة الإسلام: إن الواجِبَ علينا جميعًا أن نرعَى الآدابَ الشرعيَّة تِجاهَ هذه المدينة الطاهِرة، وتِجاهَ هذا المسجد النبويِّ الشريفِ. ولكن، الله المُستعان! هل من الأدبِ أن يُمارِسَ العبدُ فيها ما يُخالِفُ العقيدةَ الصحيحةَ، والسنَّةَ القويمَةَ، أو يقترِفَ بدعةً أو مُخالفةً كادعائه صلى الله عليه وسلم  لقضاء الحجات وغيره .

وأن يتفرَّغَ زائِرُوها للزيارَة، ولا ينشغِلُوا عن العبادة والزيارة بالهواتِفِ المحمُولة، أو التصوير، أو نحوِه.

نسألُ الله تعالى بأسمائِه الحُسنى، وصِفاتِه العُلَى أن يرزُقَنا التأدُّبَ بآدابِ الإسلام، وأن يرزُقَنا اتِّباعَ سُنَّته صلى الله عليه وسلم .

بارَكَ الله لي ولكم في الوحيَين، ونفعَني وإياكم أستغفِرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المُسلمين والمسلمات من كلِّ الذنوبِ، فاستغفِرُوه ، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ لله ذي الطَّولِ نِعَمًا وامتِنانًا، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أفاضَ علينا من جَزيلِ آلائِه أمنًا وإيمانًا، ، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، صلَّى الله وبارَك عليه، وعلى آلِهِ وصحبِه والتابِعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد: فاتَّقُوا الله – عباد الله  صلُّوا وسلِّمُوا – رحِمَكم الله – على الهادِي البشير، والسِّراجِ المُنير، كما أمرَكم بذلك المولَى اللطِيفُ الخَبيرُ، فقال تعالى  ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾  )  الأحزاب: 56).

وقال – صلى الله عليه وسلم -: «مَن صلَّى علَيَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا)

اللهم صلِّ على مُحمدٍ وعلى آل مُحمدٍ، كما صلَّيتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وبارِك على مُحمدٍ وعلى آل مُحمدٍ، كما بارَكتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالَمين، إنك حميدٌ مجيد.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾    (البقرة: 201)

سُبحانَ ربِّك ربِّ العزَّة عمَّا يصِفُون، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين

 

المجلس الوطنيأعضاء من الاتحاد يشاركون في المجلس الوطني للمجلس الإسلامي الأعلى في مالي.
شارك مجموعة من أعضاء اتحاد علماء إفريقيا في المجلس الوطني للمجلس الإسلامي الأعلى في مالي الذي انعقد تحت رعاية وزير الشؤون الدينية والعبادة والأعراف الدكتور محمد كوني، وذلك يوم السبت 3 ذو القعدة 1445هـ الموافق 11 مايو 2024م بصالة اجتماعات دار المسنين المزيد…

أعضاء من الاتحاد يشاركون في المجلس الوطني للمجلس الإسلامي الأعلى في مالي.
شارك مجموعة من أعضاء اتحاد علماء إفريقيا في المجلس الوطني للمجلس الإسلامي الأعلى في مالي الذي انعقد تحت رعاية وزير الشؤون الدينية والعبادة والأعراف الدكتور محمد كوني، وذلك يوم السبت 3 ذو القعدة 1445هـ الموافق 11 مايو 2024م بصالة اجتماعات دار المسنين في بماكو (Maison des Ainés)

والمجلس الوطني هو هيئة قانونية بين المؤتمرين ؛ وله مهام وصلاحيات حسب النظام الأساسي واللائحة الداخلية ؛ فهو بمثابة مؤتمر مصغر يحضره مندوبون من الأقاليم .

 

وقد قرر المجلس عقد المؤتمر العام للمجلس الأعلى الإسلامي في مالي في موعد أقصاه ستة أشهر من تاريخه ، مع إجراء تعديلات على النظام الأساسي واللائحة الداخلية .

وإليكم بعض اللقطات، مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة قسم الإعلام والمعلوماتية

الدورةالأمين العام وبعض الأعضاء شاركوا في دورة التحرير الصحفي التي نظمتها المعهد الجامعي للغات والتدريب بجامعة الساحل
في إطار تكوين العاملين في مجال الاعلام والصحافة الإسلامية، وتنظيم الأنشطة التي يقوم بها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، شارك الأمين العام الدكتور سعيد محمد بابا سيلا وبعض الأعضاء في اتحاد علماء إفريقيا في دورة نظمها المزيد…

الأمين العام وبعض الأعضاء شاركوا في دورة التحرير الصحفي التي نظمتها المعهد الجامعي للغات والتدريب بجامعة الساحل
في إطار تكوين العاملين في مجال الاعلام والصحافة الإسلامية، وتنظيم الأنشطة التي يقوم بها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، شارك الأمين العام الدكتور سعيد محمد بابا سيلا وبعض الأعضاء في اتحاد علماء إفريقيا في دورة نظمها المعهد الجامعي للغات والتدريب بجامعة الساحل تحت عنوان: التحرير الصحفي.

 

وقد استمرت هذه الدورة خلال ثلاثة ايام من ٨ إلى ١٠ مايو ٢٠٢٤م بجامعة الساحل في بماكو – مالي، حضر فيها كثير من الشخصيات العاملين والمهتمين بمجال الصحافة والإعلام المحلية – المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وأساتذة وطلاب الجامعات والمعاهد في بماكو.

 

واختتمت الدورة بحفلة تم فيها توزيع شهادات على المدربين والمتدربين.

 مع خالص الشكر والتقدير وتحيات مكتب الأمانة العامة قسم الإعلام والمعلوماتية

IMG_20240509_200801_318المدير التنفيذي لاتحاد علماء إفريقيا الدكتور عمر بامبا يشارك في أعمال مؤتمر الدوحة الخامسة عشر لحوار الأديان 2024 بعنوان *الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة “التكامل الأسري-دين وقيم وتربية”* ، وذلك في الفترة 7 -8 مايو 2024 في الدوحة بدولة قطر المزيد… 

المدير التنفيذي لاتحاد علماء إفريقيا الدكتور عمر بامبا يشارك في أعمال مؤتمر الدوحة الخامسة عشر لحوار الأديان 2024 بعنوان *الأديان وتربية النشء في ظل المتغيرات الأسرية المعاصرة “التكامل الأسري-دين وقيم وتربية”* ، وذلك في الفترة  7 -8 مايو 2024  في الدوحة بدولة قطر .

وإلى جانب ذلك شارك أعضاء للاتحاد من بلدانهم ؛ منهم  الشيخ حاج إبراهيم من إثيوبيا،  والشيخ يونس موشومبا من رواندا، وبمشاركة وفود من دول عديدة .

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
164 صفة الحج خطوة بخطوة د. عثمان صالح تروري ـــ عضو الاتحاد في مالي 02/11/1445هـ  الموافق 10/06/2024م الأمانة العامة

الموضوع: صفة الحج خطوة بخطوة

الحمدُ لله الذي جعلَ ﴿الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ﴾ المائدة 97، جَعل أفئدةَ الناسِ تهوي إليه رجالاً ورُكبانًا، وعلى كلِ ضَامِر، أحمدُه – سبحانه – وأشكُرُه، وأتوبُ إليه وأستغفرُه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، شهادةً نرجُو بها الثباتَ على دِينِه، والنجاةَ يومَ أن نَلقاه، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه، وخليلُه وخِيرتُه من خلقِه، سَيِّدُ الأولينَ والآخرين، وقائدُ الغُرِّ المحجَّلين، فصلواتُ الله وسلامُه عليه، وعلى آلِهِ الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجِه أمهاتِ المؤمنين، ورضي الله عن الصحابةِ والتابعين، ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد: فاتَّقوا الله – عبادَ الله -، واعلَموا أن الأيامَ قُلَّب، والزمنَ يمُرُّ مَرَّ السَّحاب، ما مضَى منه فَات، والمُستقبلُ غَيْبٌ، وليس لنا إلا الساعةُ التي نحنُ فيها.

فالبدارَ البدارَ للهِ بالتقوَى، والاستِمساك بالعُروةِ الوُثقى، ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى﴾ طه 123.

أيها المُسلمون .. حجَّاج بيتِ الله الحرام: فإذا أتم الحاج المعتمر عمرته وانتظر الحج اغتنم فرصة انتظاره بالحفاظ على الصلاة في المسجد الحرام والإكثار من الطواف بالبيت، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ (صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ) رواه أحمد. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ مَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَ كَعِتْقِ رَقَبَةٍ) رواه ابن ماجه.

 

ثم ليعلم أن أعمال الحج تبدأ من اليوم الثامن إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، والأعمال المشروعة في هذه الأيام هي كالتالي:

* أعمال اليوم الثامن:

  • الإحرام للحج في المنزل قائلا: لبيك حجا.
  • الخروج إلى منى وقت الضحى، وفي الغالب يبدأ الحجاج الخروج من الليل لأجل الزحمة.
  • وإذا وصل منى صلى فيه الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا بلا جمع، والفجر.

 

* أعمال اليوم التاسع (يوم عرفة):

  • الخروج إلى عرفة وقت الضحى.
  • الوقوف فيه من الزوال وصلاة الظهر والعصر فيه جمعا وقصرا، وعرفات كلها موقف.
  • الإكثار من الدعاء والذكر فيه بعد الصلاة إلى الغروب، وليكثر من قول: لا إله الله وحده لا شريك له …..، لما رواه مالك عن طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَرِيزٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ) ويستقبل القبلة عند الدعاء .

وقد ورد فضل يوم عرفة في أحاديث كثيرة منها ما روي عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ) مسلم

  • مغادرة عرفة عند الغروب إلى المزدلفة وصلاة المغرب والعشاء فيها والمبيت بها.

 

* أعمال اليوم العاشر ( يوم العيد ) :

  • صلاة الفجر بالمزدلفة ، والإكثار من ذكر الله بعد الصلاة بالمشعر الحرام
  • مغادرة المزدلفة إلى منى قبل طلوع الشمس
  • التقاط سبع حصيات على الطريق إلى منى
  • رمي جمرة العقبة بالحصيات السبع ويكبر مع كل حصاة
  • ذبح الهدي
  • حلق الرأس أو قصره والحلق أفضل
  • طواف الإفاضة بالكعبة، وهو مثل الأول إلا أنه لا يكشف الكتف، ولا يسرع في الأشواط الثالثة الأولى.
  • يصلى ركعتين بعد الطواف، ثم يسعى بين الصفا والمروة كما فعل في العمرة.
  • ولا بأس من تقديم هذه الأعمال بعضها على بعض، فمن أدى ثلاثة منها تحلل تحللا أصغر فيباح له كل المحظورات إلا النساء، ومن أداها كلها فقد تحلل تحللا أكبر ويباح له كل المحظورات حتى النساء.
  • العودة إلى منى للإقامة.

والغالب في حجاجنا أنه يشق عليهم الذهاب إلى مكة يوم النحر للطواف، لذا يؤخرون الطواف إلى ما بعد النزول من منى وهذا جائز.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون) قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وصلى الله وسلم على أفضل من دعا إلى الخيرات

* أعمال اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر :

  • الإقامة في منى والإكثار من ذكر الله تعالى أثناءها
  • رمي الجمرات بعد الزوال من كل يوم، وصفة رمي الجمرات كالآتي:

× يبدأ بالجمرة الدنيا فيرميها بسبع حصيات ويكبر مع كل حصاة، وإذا رماها تنحى يمينا ووقف مستقبلا القبلة، ودعا طويلا

× ينتقل إلى الجمرة الوسطى ويرميها بسبع حصيات مثل الأولى، ثم يتنحى يمينا مستقبلا القبلة ويدعو طويلا

× ثم ينتقل إلى جمرة العقبة (الأخيرة)  ويرميها بسبع حصيات كالسابقة، ولا يدعو بعده.

فإذا اكتمل له يومان أو ثلاثة نزل مكة، وقد انتهى له حجه، وإذا تقرر سفره طاف البيت طواف وداع، لما روي  عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:

(أُمِرَ النَّاسُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِمْ بِالْبَيْتِ إِلَّا أَنَّهُ خُفِّفَ عَنْ الْحَائِضِ) البخاري وليس من المشروع الخروج من المسجد على الظهر.

 

هذا وصلُّوا – رحمكم الله – على خيرِ البريَّة، وأزكى البشريَّة: محمد بن عبد الله صاحبِ الحوضِ والشفاعة؛ فقد أمرَكم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسِه، وثنَّى بملائكته المُسبِّحة بقُدسه، وأيَّه بكم – أيها المُؤمنون -، فقال – جل وعلا -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزاب 56.

اللهم صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك محمدٍ صاحبِ الوجهِ الأنوَر، والجَبين الأزهَر، وارضَ اللهم عن خُلفائِه الأربعة: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر صحابةِ نبيِّك محمدٍ ﷺ، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وجُودِك وكرمِك يا أرحم الراحمين.

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، واخذُل الشركَ والمشركين، اللهم انصُر دينَكَ وكتابَكَ وسُنَّةَ نبيِّك وعبادَكَ المؤمنين.

اللهم فرِّج همَّ المهمُومين من المُسلمين، ونفِّس كربَ المكرُوبِين، واقضِ الدَّيْنَ عن المَدينين، واشفِ مرضانا ومرضَى المُسلمين، وسلِّم الحُجَّاجَ والمُسافِرِين في برِّك وبحرِك وجوِّك يا أكرمَ الأكرمين، اللهم آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِح أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، واجعَل ولايتَنا فيمن خافَك واتَّقَاك واتَّبعَ رِضاك يا رب العالمين.

 

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
163 تعظيم الأشهر الحرم الشيخ أسامة خياط – خطيب مسجد الحرام 24/10/1445هـ  الموافق 03/05/2024م الأمانة العامة

الموضوع: ” تعظيم الأشهر الحرم “

 

الحمد لله حمدَ مَنْ يرجو من الله النجاة وحُسْن العقبى، أحمده -سبحانه- على ترادُف نعمه التي لا تُحصى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العلا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، النبي المجتبى والرسول المرتضى، صاحب الحوض والشفاعة العظمى، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه أُولِي الريادة والزهادة والنهى.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- وراقِبُوه وعظِّمُوه، وأنيبوا إليه وأطيعوه واحذروا أسباب سخطه، ولا تعصوه، ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾ البقرة 281

عباد الله: إن الله -تعالى- يختص بحكمته ورحمته ما شاء من الأزمنة والأمكنة بما شاء من العبادات والقربات التي يزدلف العباد القانتون المخبتون بها إليه، مبتغين بها الوسيلة في سَيْرِهم إلى ربهم، بحُسْن القدوم عليه، ويُمْن الوفود عليه، ولقد كان مما كتبه -عز اسمه- وافترضه على لسان خليله إبراهيم وولده إسماعيل -عليهما السلام-: تحريم أشهر من السنة وتعظيمها بتحريم القتال فيها، وتواتر ذلك التحريمُ حتى نقلته العرب بالتواتر القولي والعملي، وتلك هي الأشهر الأربعة التي أشار إليها -سبحانه- بقوله: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ التوبة 36

وبينها رسول الهدى ﷺ بقوله في خطبة حجة الوداع: “إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ –تَعَالَى- السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ شَهْرُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ” الشيخان، من حديث أبي بكرة -رضي الله عنه-.

 

وإنما كانت الأشهر الحرم على هذه الصفة ثلاثة سرد وواحد فرد كما قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله-: “لأجل أداء مناسك الحج والعمرة، وحرم قبل شهر الحج شهر وهو ذو القعدة؛ لأنهم يقعدون فيه عن القتال، وحرم شهر ذي الحجة لأنهم يُوقِعُونَ فيه الحجَّ، ويشتغلون فيه بأداء المناسك، وحرَّم بعده شهرًا آخر؛ وهو المحرم ليرجعوا فيه إلى نائي بلادهم آمنين، وحرم رجبًا في وسط الحَوْل؛ لأجل زيارة البيت والاعتمار به لمن يقدم إليه من أقصى جزيرة العرب، فيزوره ثم يعود إلى وطنه آمنا”. انتهى كلامه -رحمه الله-.

وأما استدارة الزمان فهي عودة حساب الشهور إلى ما كان عليه من أول نظام الخلق الذي كتبه الله وقدره، فوقع حجه ﷺ في تلك السنة في ذي الحجة الذي هو شهره الأصلي، ذلك أنهم -كما قال أهل العلم بالحديث؛ كالإمام الخطابي والحافظ ابن حجر وغيرهما- كانوا على أنحاء: منهم من يسمي المحرم صفرا، فيحل فيه القتال ويحرم القتال في صفر ويسميه المحرم.

ومنهم من كان يجعل سنة هكذا وسنة هكذا، ومنهم من يجعله سنتين هكذا وسنتين هكذا، ومنهم من يؤخر صفر إلى ربيع الأول وربيعا إلى ما يليه، وهكذا إلى أن يصير شوال ذا القعدة وذو القعدة ذا الحجة، ثم يعود العدد على الأصل فكانوا يخالفون بين أشهر السنة بالتحليل والتحريم والتقديم والتأخير لأسباب تعرض لهم، منها: استعجال الحرب فيستحلون الشهر الحرام ثم يحرمون بدله شهرا غيره، فتتحول في ذلك شهور السنة وتتبدل. انتهى.

وذلك هو النسيء الذي ذمه الله -تعالى- وبين أنه زيادة في الكفر؛ لأنه تشريع ما لم يأذن به الله مضاف إلى أصل كفرهم بالله والشرك به فقال عز من قائل: ﴿ إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ التوبة 37، فتشريع الحلال والحرام والعبادة -يا عباد الله- هو حق لله وحده، فمن شرَّع من عند نفسه شرعًا فقد نازع الله -عز وجل- في حقه، وذلك شرك بربوبيته كما دل عليه قوله -سبحانه-: ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ الشورى 21

فيُضلون به سائر من يتبعهم من الكافرين، الذين يتبعونهم فيه ويتوهمون أنهم لم يخرجوا به عن ملة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-؛ حيث وطؤوا فيه عدة ما حرم الله من الشهور في ملته، وإن أحلوا ما حرمه الله وهو المقصود بالذات من شرعه لا مجرد العدل، وهذا كله من ظلم النفس في الشهر الحرام الذي نهى عنه ربنا بقوله: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ التوبة 36

وظلم النفس -يا عباد الله- يشمل كل محظور يوبق المرء فيه نفسه، ويدخل فيه: هتك حرمة الشهر الحرام دخولا أوليًّا محقَّقًا، وهذا الظلم للنفس كما يكون بالشرك بالله -تعالى- وهو أعظم ظلم لها، كما قال تعالى على لسان لقمان: ﴿ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لُقْمَانَ: 13]، فإنه يكون أيضا بالتبديل والتغيير في شرع الله، والتحليل والتحريم لمجرد الهوى والآراء الشخصية والاجتهادات والاستحسانات التي لا يسندها دليل صحيح من كتاب ربنا، أو سنة نبينا ﷺ.

ويكون ظلم النفس أيضا: باقتراف الآثام واجتراح السيئات في مختلف دروبها، فالذنب سوء وشؤم وظلم للنفس في كل زمان؛ لأنه اجتراء على العظيم المنتقم الجبار، المحسن إلى عباده من نعم الخاصة والعامة، المتحبب إليهم بالآلاء وهو الغني عنهم، لكنه في الشهر الحرام أشد سوءا، وأعظم جرما، وأفدح ظلما؛ لأنه جَامِعٌ بين الاجتراء والاستخفاف وبين امتهان وانتهاك حرمة ما حرمه الله وعظَّمه واصطفاه، فكما أن المعاصي تغلظ في البلد الحرام لقوله -عز اسمه-:

﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ الحج 25، فكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام، ولهذا غلظت فيه الدية عند كثير من العلماء؛ كالإمام الشافعي -رحمه الله- وغيره.

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: “إن الله اختص من الأشهر أربعة أشهر، جعلهن حراما وعظم حرماتهن، وجعل الذنب فيها أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم”، وقال قتادة -رحمه الله-: “إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء”. انتهى.

فاتقوا الله -عباد الله-، وعظِّمُوا ما عظَّم اللهُ، ومنها هذا الشهر الحرام الذي أظلكم، فعظِّمُوه بما شرَع اللهُ، وباتباع سنة الحبيب الهادي رسول الله ﷺ، وحذار من الابتداع حذار، حذار من الابتداع في دين الله ما لم يأذن به الله.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم، ولجميع المسلمين من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله الذي جعل لبعض الأزمان مزيدا من الفضل والحرمة، أحمده -سبحانه- على عميم الخير والنعمة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، يشمل العباد في العفو والغفران والمنة، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، المبعوث إلى خير أمة، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه ذوي الحجا والحكمة.

أما بعد فيا عباد الله: حَرِيٌّ بمن رضي بالله ربا وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا أن يحجز نفسه عن الولوغ في الذنوب، وينأى بها عن مزالق الخطايا، ويكفها عن التلوث بأرجاس الإثم، وأن يترفع عن دواعي الهوى والنزوات والشطحات الموبقات المهلكات وتسويل الشيطان وتسويل النفس الأمارة بالسوء، وخطرات الشيطان وخطواته، وأن يذكر على الدوام أن الحياة أشواط ومنازل، تفنى فيها الأعمار وتنتهي الآجال، وتنقطع الأعمال، ولا يدري المرء متى يكون الفراق لها، وكم من الأشواط يقطع منها، وإلى أي مرحلة يقف به المسير.

فالسعيد مَنْ سَمَتْ نفسُه إلى طلب أرفع المراتب، وإلى ارتقاء أعلى الدرجات من رضوان الله ومحبته وغفرانه، فاتقوا الله -عباد الله- باستدراك ما فات، واغتنام ما بقي من الأزمنة الشريفة والأوقات الفاضلة المباركة، والتزام المسلك الراشد والنهج السديد في هذا الشهر الحرام وفي كل شهور العام بالإقبال على موائد الطاعة، ورياض القربات والاستمساك بما صح وثبت عن سيد الأنام ﷺ، وَأَعْرِضُوا عن كل مبتدَع لا أصل له، في كتاب الله ولا في سنة رسوله ﷺ.

 

فاتقوا الله -عباد الله- وعظِّموا ما عظَّمه الله باتباع رسول الله ﷺ واذكروا على الدوام أن الله -تعالى- قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام فقال في أصدق الحديث وأحسن الكلام: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الأحزال 56.

وصلِّ اللهم وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

مشروع خطب الجمعة في إفريقيا
رقم الخطبة عنوان الخطبة معد الخطبة تاريخ المقترح لإلقاء الخطبة المراجعة والنشر
162 كيف تستعد للحج ووقفات مع فضل سيد المرسلين الدكتور عثمان صالح تروري – عضو الاتحاد 16/10/1445هـ  الموافق 26/04/2024م الأمانة العامة

الموضوع: ” كيف تستعد للحج ووقفات مع فضل سيد المرسلين “

 

الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من قالها صدقا وعدلا نال بها جنات ربه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اختار يثرب دارا لهجرته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما حج حاج البيت الحرام ونال رضوان ربه.

أما بعد :

فاتقوا عباد الله، وراقبوه في سركم وعلنكم، وأطيعوا الله وأطيعوا رسوله لعلكم ترحمون: ]وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا [ النساء 69

أيها المؤمنون: من توفرت فيه شروط وجوب الحج وأراد الحج فينبغي له القيام بالأمور التالية استعدادا له:

1 / إخلاص النية لله تعالى، وهو أن يقصد بحجه وعمرته وجه الله تعالى والتقرب إليه قال الله عز وجل: ]قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ @ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ [ الأنعام 162-163

وليحذر كل الحذر من قصد حطام الدنيا، أو المفاخرة، أو حيازة الألقاب، أو الرياء والسمعة، أو اتخاذ الحج عادة … فإن ذلك كله سبب في بطلان العمل وعدم قبوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنْ الشِّرْكِ مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ) مسلم.

2 / التوبة إلى الله تعالى: ويقصد بها الإنابة إلى الله تعالى من الشرك والمعاصي والإقلاع عنها والندم على ما مضى والعزيمة على عدم العودة إليها وإن كان عنده مظالم للناس ردها وتحلل منها . قال الله تعالى ].. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [ النور 31.

3 / انتخاب نفقة طيبة من مال حلال،  فقد روي مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: (أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَقَالَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ).

والحج عبادة ودعاء، فدل هذا الحديث على أن أكل الحرام مانعة لاستجابة دعوة الداعي .

4 / التفقه في أحكام الحج والعمرة والسؤال عما أشكل عليه حتى يكون حجه على بصيرة وفق المنهج النبوي الشريف، فإن من شروط قبول العمل متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وموافقته بفعله، فقد كان يقول لأصحابه في الحج:  ( خذوا عني مناسككم .. )، ولا تتم المتابعة إلا بالعلم.

كما ينبغي له أيضا تعلم أحكام السفر و آدابه وخاصة في الطهارة والصلاة، مثل كيفية الصلاة في متن الطائرة، والجمع بين صلاتين، والتيمم …….

5 / اتخاذ رفقة صالحة، فإن المرء برفيقه وأحسن رفاق المرء في الحج العلماء المخلصون ……………

6 / كتابة الوصية ورد الودائع والوفاء بالديون قدر الإمكان، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ: (مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ ) البخاري ومسلم .

7 / توديع الأهل والوصية لهم بالتقوى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَدَّعَنِي رَسُولُ اللَّهِ r (فَقَالَ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ) ابن ماجه .

8 / دعاء الله تعالى التوفيق والقبول والاستعانة به تعالى في حسن أداء الحج.

9 / وينبغي طلب الدعاء من الحاج وغيره من المسافرين، فقد روي عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَ النَّبِيَّ r فِي الْعُمْرَةِ فَقَالَ أَيْ أُخَيَّ أَشْرِكْنَا فِي دُعَائِكَ وَلَا تَنْسَنَا) رواه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .

ولنحذر في طلب دعواتنا من الألفاظ غير الشرعية، ومن ذلك: قول بعض الناس: أعرض همي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو اكتب اسمي على الكعبة، وكذلك إعطاء الدخن للحجاج على أن يعطوه لطيور فاطمة …………..

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله المبدئ المعيد، من هداه فهو السعيد السديد، ومن أضله فهو الطريد البعيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العرش المجيد، والبطش الشديد، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير، أشرف من أظلَّت السَّماء، وأقلَّت البِيدُ، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا وعلى آله وأصحابه أولي العون على الطاعة والتأييد، صلاةً دائمةً في كل حين تنمو وتزيد.

 

فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلا مِنَ الأَنْصَارِ كَانَ لَهُ فحلانِ فاغَتَلَمَا، فَأَدْخَلَهُمَا حَائِطًا فَسَدَّ عَلَيْهِمَا الْبَابَ، ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ r فَأَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ لَهُ وَالنَّبِيُّ r قَاعِدٌ وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُ فِي حَاجَةٍ، وَإِنَّ فَحْلَيْنِ لِي اغْتَلَمَا فَأَدْخَلْتُهُمَا حَائِطًا، وسَدَدْتُ الْبَابَ عَلَيْهِمَا، فَأُحِبُّ أَنْ تَدْعُوَ لِي أَنْ يُسَخِّرَهُما اللَّهُ لِي، فَقَالَ لأَصْحَابِهِ: (قُومُوا مَعَنَا، فَذَهَبَ حَتَّى أَتَى الْبَابَ،فَقَالَ: افْتَحْ، فَأَشْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى النَّبِيِّ r، فَقَالَ: افْتَحْ، فَفَتَحَ الْبَابَ فَإِذَا أَحَدُ الْفَحْلَيْنِ قَرِيبٌ مِنَ الْبَابِ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ r سَجَدَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ r: ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَشَدُّ بِهِ رَأْسَهُ، وأُمْكِنُكَ مِنْهُ، فَجَاءَ بحطامٍ فَشَدَّ بِهِ رَأْسَهُ، وأَمْكَنَهُ مِنْهُ، ثُمَّ مَشَيَا إِلَى أَقْصَى الْحَائِطِ إِلَى الْفَحْلِ الآخَرِ، فَلَمَّا رَآهُ وَقَعَ لَهُ سَاجِدًا، فَقَالَ لِلرَّجُلِ: ائْتِنِي بِشَيْءٍ أَشَدُّ بِهِ رَأْسَهُ، فَشَدَّ رَأْسَهُ وأَمْكَنَهُ مِنْهُ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّهُمَا لا يَعْصيانِكَ، فَلَمَّا رَأَى أَصْحَابُ النَّبِيِّ r ذَلِكَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَيْنِ فَحْلَيْنِ لا يَعْقِلانِ سَجَدَا لَكَ أَفَلا نَسْجُدُ لَكَ؟ قَالَ:لا آمُرُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ، وَلَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا يَسْجُدُ لأَحَدٍ لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا) رواه الطبراني وصححه الألباني.

 

وعن أنس t: (أن النبي r أخذ حصيات في يده فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد أبى بكر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عمر فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعنا التسبيح، ثم صيرهن في أيدينا رجلا رجلا فما سبحت حصاة منهن ) رواه ابن عساكر

 

أيها المؤمنون: هذا هو رسول الله، هذا هو رسول الله تعظمه الدواب والجماد، صلى عليه بارئ العباد ما جرت الأقلام بالمداد.

 

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.